لا تبتئس يا صديقي ..
لقد كنت وفياً ناضجاً حد الزهد ..
قلبك لم يكن عقيما لقد كان صادقاً .
لم تخلُ من بعض السوء .. و هنا مكمن نضجك .. أنك الكامل غير المكتمل.. أنك الطبيعي بين أشجار الزينة المصنوعة من الخشب .
يوم أهديت للطين دمعك كنت تسقيه بأسا و تصلبا و بعثا ..
كنت تتبادل الأدوار مع مراحل نموك طفلاً ومراهقاً و رجلاً.
يوم وقفتَ للفجر منتظرا كنتَ وارفا تبث في خطوك العزم .. و كنت أنينا ضاجا يستحث أشعة الشمس كي لا تنسى وظيفتها . !
لست ليلا و لست فجرا .. لكنك ناشدت الليل أن يرتدي فجره .
لست نجما و لا ضوءا .. لكنك ناجيت النجم أن يقذف هواءه و نوره كي لا يتوقف النبض و كي يستمر التيار و لا يذبل . !
كم ذهبت بعيدا و كم ..
كيف ذهبت بعيدا و كيف ..
تقلبت بين الضدين ..
جبنت و تجاسرت ..
هممت و توانيت ..
كنت كقربة تنتفخ بالماء حال ملئها و تشيخ بعد إفراغها . تتالت عليك دورات القربة بالخيبات و تتاليت عليها بتضاحك ارتشفته من عين خفية انبجست بلا استسقاء .
#لنفسي